آخر الأخبار

حوار  وطني أم  محاصصة و إقصاء ؟

تنطلق في القاهرة بعد ساعات قليلة مجدداً حوارات ثلاثة عشر فصيلاً فلسطينياً ومستقلين من أجل ما قيل إنها تفاهمات وطنية حول آليات إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية منتصف العام الجاري ، ملفات منها ما هو معروف ومنها ما هو مجهول حتى الآن ستناقش في حوار القاهرة والتي استضافت عبر أعوام عديدة حوارات فلسطينية باءت بالفشل ما أضفى روح التشاؤم على الشارع الفلسطيني الذي تم انهاكه عبر أكثر من عقد من التشرذم والانقسام الفلسطيني الذي دمر مستقبل جيل بأكمله .
يقال في الامثلة أن من يجرب المجرب عقله مخرب وتجربة الحوارات الفلسطينية السابقة كانت أكبر برهان، ولكن السؤال الهام في هذا التوقيت ما هي المستجدات التي طرأت على الساحة الفلسطينية من أجل انجاح الحوارات والتفاهم بشأن الانتخابات ، وهل هي ارادة وطنية حقيقية أم مطلبٌ خارجي ؟ وفي المقابل هل ستكون حوارات القاهرة بوابة يشارك فيها الكل الفلسطيني أم إنها صورية وستقتصر عما تريده حركتي فتح وحماس والبقية يكونون شهود زور عما يتم الاتفاق بشأنه!.
لسنا هنا في محل التسرع في قراءة النوايا ومزيد من الأحباط عما سيتم التوافق بشأنه ولكن كل المعطيات أصبحت توحي بأن ما زالت عقلية المحاصصة هي سيدة الموقف وبالتالي لا يمكن الوثوق مرة أخرى بعد تجارب سابقة ومريرة.
مؤشرات نجاح الحوار الجديد تحتاج الى ارادة صادقة وقوية من أجل إنجاح الانتخابات وعدم تأخيرها او تعطيلها مرة اخرى كما أن تجديد الشرعيات هي مطلب وطني وقومي بعد سنوات حكم غير قانونية تقاسم فيها الفرقاء الوطن وأعادوا  عقارب الساعة للوراء وأنحرفوا فيها عن البوصلة بل تسببوا في تشويه صورة النضال الفلسطيني أمام القاصي والداني.
ولأن الشيطان دوماً يظهر في التفاصيل فقد يخشى الشارع الفلسطيني مجدداً بعدم صدق النوايا هذا إن كانت اصلاً تلك النوايا صادقة من أجل إنجاح الحوار،  كما لا يحق لأي من كان أن يقصي البعض عن حقهم في المشاركة بالانتخابات من خلال نظام يوضع لحرمان البقية من المشاركة، كما أن ما زال هنالك سؤال هام يتساءله فلسطينيو الشتات لماذا تم التوافق على حرمانهم من المشاركة في الانتخابات ولماذا هذا الخوف الشديد من عدم السماح لهم بالمشاركة خاصة أنهم شريحة هامة ومؤثرة ويمكن أن تساهم في بناء الوطن .. وتبقى المحاصصة هي الكابوس الحقيقي الذي يخشاه الفلسطينيون في الداخل والخارج وإن هم قرروا المضي قدماً نحو ذلك فلا هي انتخابات حقيقية ولا هو نهج الشرفاء .

*بقلم : مراد أبوشباب - كاتب وصحفي مقيم في كندا